القائمة الرئيسية

الصفحات






تَفيضُ الروح،وينقطعُ العمَل،وتذوقُ النفسُ الموت،ثم ترى أهلَ الأرضِ في أسىً وبكاءْ ورثاء على تلكَ النفس..ولكن هل تساءلتَ يوماً فما حالُ أهلِ السماء؟

بَطلُنا اليوم كان موتهُ أشدّ تأثيراً على أهل السماء ولكن ليس حزناً!إنما العكس تماماً فتخيلوا أنَّ من أجل موته "يهتزُ عرشُ الرحمنِ فرحاً بقدومه!!"
نعم هو نفسهُ ذاك البطَل،الشجاعُ القويّ،صاحب الكراماتِ الجليلة،سيدُ الأوس ومستشارُ رسول الله-صلى الله عليه وسلم-:
"سعد بن معاذ الأنصاري"

وبعدَ أنِ اهتدى قلبُه،وطابت نفسهُ للإسلام،وكان ذلك على يد مصعب بن عمير-رضي الله عنه- يَعزمُ سعْد الذهاب إلى قومه،ثمّ يجلسُ بينَ الأوس فيقول:يَا بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ! كَيْفَ تَعْلَمُوْنَ أَمْرِي فِيْكُمْ؟ قَالُوا: سَيِّدُنَا فَضْلاً.
قَالَ: فَإِنَّ كَلاَمَكُم عَلَيَّ حَرَامٌ، رِجَالُكُمْ وَنِسَاؤُكُمْ، حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُوْلِهِ. فمَا بَقِيَ فِي دَارِ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ رَجُلٌ وَلاَ امْرَأَةٌ إِلاَّ وَأَسْلَمُوا.
يالها من شجاعة!وماحملهُ على ذلك إلا لأنهُ صدَّق وآمن بأنهُ طريقُ الهدى فخافَ على قومه وأحبّ هداهم،هكذا تكون قوةُ القائد ومبادئه..فآمنَ معه الوفدُ كلُهم لأنهم علموا أن سيدَهم لايتبعُ إلا الحقْ

العجيبُ في قصة البطلِ أبا عمرو-وكان يُكنّى بذلك-أن مدة إسلامهُ هي ستةُ أعوامٍ ثم توفي في غزوةِ الخندق سنة5هـ!
وكان من معالمِ القوةِ في الإسلام،وكانَ حكم الله يوافقُ حكمه قبل نزولِه،حتى أثنى عليهِ الله في كتابهِ الكريم فقال:
{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}
ونحنُ يمضي عُمرنا، ونعيش أعوامًا عديدة، ولانعلمُ إن كنا قدمنا لإسلامنا مايشفع لنا حتى يفخر بنا ويقول: هؤلاء من نصروني وأعلوا رايتي،وعاشوا حياتهم في سبيلي.
فهل سنكون حقًا منهم على ما نحن عليه؟
أم سيُبدل الله حالنا لما يحب ويرضى؟
نسأل الله هذا.

وكانَ سعدٌ-رضي الله عنه-له كراماتٌ جلَّة،ومواقفَ يغتاظُ منها المرءُ ليكونَ محله؛فكان من أقربَ الناس لرسولِ الله-صلى الله عليه وسلم-وكان يأخذُ في رأيهِ لرجاحة عقله وفطنته،وقال في غزوةِ بدرْ:
آمَنَّا بِكَ وَصَدَّقْنَاكَ، وَشَهِدْنَا أَنَّ مَا جِئْتَ بِهِ هُوَ الْحَقُّ، وَأَعْطَيْنَاكَ عَلَى ذَلِكَ عُهُودَنَا وَمَوَاثِيقَنَا، عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، فَامْضِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَا أَرَدْتَ فَنحْن مَعَك، فو الّذي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لَوْ اسْتَعْرَضْتَ بِنَا هَذَا الْبَحْرَ فَخُضْتَهُ لَخُضْنَاهُ مَعَكَ، مَا تَخَلَّفَ مِنَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ، وَمَا نَكْرَهُ أَنْ تَلْقَى بِنَا عَدُوَّنَا غَدًا، إنَّا لَصُبُرٌ فِي الْحَرْبِ، صُدُقٌ فِي اللِّقَاءِ. لَعَلَّ اللَّهَ يُرِيكَ مِنَّا مَا تَقَرُّ بِهِ عَيْنُكَ، فَسِرْ بِنَا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ.
فَسُرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْل سعد بن معاذ-رضي الله عنه-

ومن عذب ماقال حسان بن ثابت عن صاحبهِ سعد يوم وفاته في الخندق:
لقد سجمت من دمع عيني عبرة * وحق لعيني أن تفيض على سعد

قتيل ثوى في معرك فجعت به * عيون ذواري الدمع دائمة الوجد

على ملة الرحمن وارث جنة * مع الشهداء وفدها أكرم الوفد

فإن تك قد ودعتنا وتركتنا * وأمسيت في غبراء مظلمة اللحد

فأنت الذي يا سعد أبت بمشهد * كريم وأثواب المكارم والحمد

تدمعُ العينانُ لمثل سيرتك ياسعد،رحمك الله وجمعنا بك في فردوسه الأعلى مع النبيّ الكريم وحسن أولئك رفيقا..
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق
  1. جزاكم الله كل خير
    فكرة المدونة رائعة جدًّا ومفيدة
    الله يكتب أجوركم ويبارك فيكم ويزيدكم من فضله ♥️

    ردحذف

إرسال تعليق

وقد عِشنا عامًا آخر

دعني أكشفُ عن خبيئةٍ راودتك أيّها الزميلُ الإشراقيّ؛ حين كُنتَ تطالعُ صُور طُلاب الشيخ أحمد السيد وهم يتفاعلون مع كلامه ويتقافزون مِن حوله…

صورة